مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 7/13/2021 01:22:00 م

 حروب تشريع تجارة المخدرات 2

حروب تشييع تجارة المخدرات 2
حروب تشريع تجارة المخدرات 2

حروب تشريع تجارة المخدرات


كانت بريطانيا ترغب بلقاء إمبراطور الصين لتطلب منه إقامة بعثة دبلوماسية لبريطاينا من اجل فتح الأسواق الصينية للمنتجات البريطانية وتوسيع حدود التبادل التجاري, 

ولكن موظفي البلاط الإمبراطوري بالصين لم يسمحوا للبريطانيين بمقابلة الإمبراطور الصيني بدون أن يقوموا بتأدية مراسم التحية التقليدية والتي تدعى الكاوتاو (kowtow) والتي كانت تتضمن الركوع ثلاثة مرات والسجود لتسع مرات


رفض البريطانيون ذلك وبعد مفاوضات عديدة بينهم وافق البريطانيون على تأدية التحية للإمبراطور الصيني بنفس الطريقة التي يؤدون بها التحية لملك بريطاينا جورج الثالث وذلك عن طريق تقبيل يده


حصل سوء فهم عند الإمبراطور الصيني وظن أن البريطانيون قد جاؤوا لإعلان الولاء له وتقديم الجزية 

وتفاجئ عندما بدأ البريطانيون حديثهم عن مطالب تجارية ورغبتهم بفتح حدود للتبادل التجاري بين الدولتين


سئل الإمبراطورالصيني عن نوعية التبادل التجاري المقترحة لدى بريطانيا 

فكانت تنص على شراء الشاي والحرير من الصين المعروفين بجودتهم العالية 

مقابل منتجات إنكليزية تستطيع الصين شرائها ك التماثيل البرونزية وحمالات صدر نسائية وشيء من هذا القبيل.

كان رد الإمبراطور الصيني على البعثة البريطانية واضح وصريح 

وأخبرهم أن الصين ليست بحاجة إلى منتجات البرابرة التافهة 

ولكن إذا كانت بريطانيا ترغب بشراء المنتجات الصينية فأنها تستيطع ذلك عن طريق ميناء كانتون مثلها مثل أي دولة أخرى ومع دفع الرسوم الجمركية المفروضة.


لم يعجب بريطانيا ردة فعل الإمبراطور الصيني 

ولكن بريطانيا بتلك الأثناء كانت مشغولة بالثورة الفرنسية التي كانت مشتعلة بأوروبا 

حيث دخلت بريطانيا بعدة حروب مع فرنسا 

شغلتها عن ملك أجنبي يرفض فتح التجارة بينهم وبينه, 

فاستمرت بريطانيا بالتبادل التجاري مع الصين بنفس القواعد التي فرضها الإمبراطور الصيني 

من خلال شركة الهند الشرقية التي كانت الذراع العسكري والتجاري لبريطانيا

كانت تشتري شركة الهند الشرقية المنتجات الصينية كالحرير والشاي  لكنها لم تكن تستطيع أن تبيع للصين منتجات بنفس القيمة فكانت مطرة لدفع ثمن المنتجات التي تشتريها بالفضة.

حاولت شركة الهند الشرقية البحث كثيراً عن منتج قد ينال إعجاب الصين وتشتريه ولكن الصين لم تعجب بأي منها

 وأخيراً وجدت الشركة المنتج الذي قد ينال إعجاب الصينين ويجعلهم يدفعون كل الفضة الممكنة مقابل الحصول عليه وهو الأفيون.


كانت الشركة تزرع الافيون بمنطقة تعرف بيومنا هذا ب بنغلادش, 


بدأت الشركة بتهرب الأفيون لداخل الصين وبيعه للمواطنين الصينيين

 وبدأ الإدمان بالانتشار بين المواطنين الصينين بالوقت الذي بدأت الأرباح بالتدفق على شركة الهند الشرقية.

بدأ أمر انتشار الأفيون يسبب مشكلة كبيرة بالمجتمع الصيني وللحكومة الصينية

, وبالتأكيد لم يعجب الإمبراطور الصيني بالوضع الذي حالت إليه بلده 

فلقد كانت الشركة تحول المواطنين الصينيين إلى مدمنين وتستنزف موارد الصين المادية .


فأصدر مجموعة قرارات اعتبرت تعاطي وتجارة الأفيون جريمة


بالرغم من تشديد الرقابة وجميع الجهود المبذولة من قبل الحكومة الصينيةاستمرت تجارة وتعاطي الأفيون وبالزيادة أيضاً

 فكل الجهود التي بذلتها الحكومة الصينية لمحاربة الأفيون كانت تُقابل بجهود من الشركة الهندية لمحاولة استمرار وازدهار هذه التجارة للمحافظة على العائدات المالية الواردة من هذه التجارة, مما جعل الموضوع يصل لحالة تصادم  بين الدولتين .


سنعرف ب  "الجزء الثالث " من مقالنا كيف تصرفت الصين للحد من تجارة وتعاطي الأفيون, وماذا كان رد بريطانيا عليها, فتابعو معنا

بقلم نوال المصري 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.